31 آب 2023
دعا الدكتور راضي موسى الحمادين رئيس ديوان المحاسبة الى أهمية التعاون ما بين ديوان المحاسبة والجهات الخاضعة للرقابة من خلال تقديم المشورة المالية والفنية الى تلك الجهات باعتبار اننا في مركب واحد لخدمة الوطن والمواطن، مؤكداً ان عمل الديوان يجب ان يقود الى اصلاح حقيقي من خلال تحسين الخدمات المقدمة للمواطن وفق توجيهات سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
وقال الحمادين موجهاً كلامه للزملاء خلال لقائه يومي الاثنين والثلاثاء 28-29 آب 2023 مراقبات إقليم الجنوب في محافظات (الكرك والطفيلة ومعان والعقبة) أنكم في الميدان على تواصل إيجابي مع الجهات الخاضعة للرقابة داعياً الى الابتعاد عن العمل التقليدي والتركيز على الأهمية النسبية في وضع خطط التدقيق واخذ قطاعات التعليم والصحة والأشغال والبلديات موضع الأهمية لما لها من تماس مباشر مع المواطنين.
وأكد عطوفة الرئيس على ضرورة إيجاد حل للقضايا العالقة التي يصعب حلها مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مبدأ التكلفة والمنفعة خاصة في المتابعات، موضحاً بأن هدفنا في النهاية هو إصلاحي وليس تصيد الأخطاء لتكون لنا مساهمة فعالة في تحسين حياة الناس من خلال تجويد عملنا الرقابي والتركيز على الأهمية النسبية لتقود الى اصلاح حقيقي.
وطالب عطوفة الرئيس بضرورة وضع منهجية جديدة لتقارير الديوان وخاصة المخالفات البسيطة من خلال اعداد سجل خاص بكل دائرة يتم مراجعتها بشكل دوري لضمان عدم تكرار المخالفة وتحقيق الإصلاح وعدم ادراجها في التقرير السنوي للديوان.
وشدد عطوفة الرئيس على ضرورة متابعة قراءة التعاميم الصادرة عن الديوان وكذلك الأنظمة والتعليمات وأي تحديث يطرأ عليها، وذلك للاستمرار بالاطلاع على كافة التعديلات التي تجري على الأنظمة والقوانين وبذل العناية المهنية القصوى في عملنا.
كما لفت الحمادين الى تعاون الديوان مع الجهات الرسمية الأخرى، ففي الفترة القادمة سيتم إعطاء دفعه أخرى بالاتفاق مع وزارة المالية لتطبيق معايير المحاسبة الدولية للقطاع العام IPSAS، مشيراً الى أهمية هذا الموضوع في تحسين المالية العامة للدولة، فضلاً عن وجود تنسيق وانسجام تام ما بين الديوان وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين توفيراً للجهد والوقت.
وأشار عطوفة الرئيس الى ان عمل مؤسسات الدولة ما هو الا جهد تراكمي، مؤكداً بأنه يبني على جهد رؤساء الديوان السابقين مطالبا الزملاء ببذل العناية المهنية المطلوبة مع الحفاظ على قيم النزاهة والحيادية والاستقلالية التي يجب ان يتمتع بها مدقق الديوان.
وبين الحمادين خلال اللقاءات مع الزملاء في الميدان والتي سادتها الصراحة والمكاشفة بأن الديوان يعكف حاليا على وضع خطته الإستراتيجية للأعوام القادمة والتي سيكون محورها تمكين الموظفين والتركيز على بناء القدرات والاندفاع بقوة في أتمتة أعمال الديوان واستخدام التكنولوجيا في أعمال التدقيق ومنهجياته لمواكبة الخدمات الالكترونية التي تطلقها الحكومة بشكل مستمر.
وشدد عطوفة الرئيس على ان العمل الرقابي يجب أن يؤدي في النهاية الى تقديم خدمات أفضل للمواطنين، مشيراً الى ضرورة الاستفادة من نتائج التقاضي والتحكيم حتى لا يتكرر الوقوع في نفس المعضلة مرة أخرى وتكبيد الدولة خسائر مالية نحن في غنى عنها.
ووعد عطوفته الزملاء أنه وبعد الاستماع الى كافة الاقتراحات سيعمل جاهدا على اعداد هيكل تنظيمي مناسب وتغيير المسميات الوظيفية بما يتلاءم مع المرحلة القادمة، وبما ينسجم مع الأنظمة القوانين حيث سيكون تغيير المسميات الوظيفية ضمن مسار مهني متخصص يلبي حاجات الديوان والمدققين على أن يكون الهدف الرئيس من هذا الهيكل التنظيمي المقترح هو الارتقاء بعمل الديوان وتمكين كوادره من أداء الواجبات الرقابية على أكمل وجه.
وأكد عطوفة الرئيس بأن الصورة أصبحت مكتملة لديه عن احتياجات ومطالبات الموظفين مبيناً بأنه أعد موازنة طموحه ستلبي مطالب المدققين في حال إقرارها، منوهاً الى أنه سيستثمر علاقات التشارك مع القطاع الخاص والجهات المانحة الدولية لعقد دورات متخصصة ومجانية لموظفي الديوان بهدف رفع كفائهم وقدراتهم في الموضوعات ذات العلاقة بالتدقيق والمعايير الدولية والتكنولوجيا.
وشدد عطوفة الرئيس خلال اللقاءات بالزملاء على انه على مسافة واحدة من الجميع، داعيا الجميع الى الاهتمام بتطوير الذات خاصة القدرات اللغوية كون آلية الإيفاد للمشاركات الخارجية أصبحت تتم وفق منهجية جديدة ستعمم وتتاح للجميع لتمثيل الوطن والديوان بالطريقة المثلى وتحت اشرافه شخصياً.
وفي معرض رده على أسئلة الزملاء والتساؤلات التي طرحت خلال اللقاءين أكد بانه معني بإحداث نقلة نوعية في عمل الديوان وأن جميع الملاحظات ستكون موضع دراسة وعناية ولن يتم اهمال أي مقترح او طلب وتنفيذ الممكن منها. ووعد عطوفة الرئيس بأن المرحلة القادمة سيتم ربط المراقبات مع نظام زاجل مع تفعيل البرامج المحوسبة مثل الـــ (Idea & Teammate)، وغيرها من البرامج التي تساعد في أتمتة أعمال التدقيق.
وأكد عطوفة الرئيس بأن جميع المطالب ستتم دراستها خاصة في المحافظات من نقل التدريب الى مراكز المحافظات وذلك توفيراً للوقت والجهد وان تتم هذه الدورات وفق منهجية التدريب العملي خاصة في موضوع الضريبة والتدقيق باستخدام تكنولوجيا المعلومات وآلية الرقابة على الجامعات لما لها من خصوصية، فضلا عن تلبية احتياجات المراقبات من الأثاث والإداريين والمدققين والسيارات وفق الإمكانات المتوفرة، كما وعد عطوفته الكادر الهندسي في الميدان بإيجاد حلول للمسميات الوظيفية لهم عند اعداد الهيكل التنظيمي المقترح.
وأوضح الحمادين على أنه لن يتم تعيين أي شخص ضمن كادر الديوان الا بعد اجتياز الامتحانات والمقابلات المقررة وسيشرف عليها شخصياً، وذلك بهدف اختيار أفضل المرشحين للوظيفة العامة كونهم سيكونون قيادات المستقبل وسيشكلون الضمانة الأكيدة للمحافظة على صورة الديوان الناصعة كجهة رقابية دستورية لها مكانتها.
وأكد عطوفة الرئيس بأنه على مسافة واحدة من الجميع، وان معايير الكفاءة والانضباط في العمل والانجاز هي التي ستكون الحكم على المدقق. مبيناً بأن مكتبه مفتوح للجميع وبشكل دائم، وأن اي طلب خاص لموظف طالما لا يتعارض مع الأنظمة والقوانين ولا يعطل العمل سيكون موضع ترحيب لديه.
وفي نهاية اللقاءين أكد عطوفة الرئيس أنه سيقف بقوة خلف الزملاء في أداء عملهم دون تضييق أو تقييد نطاق عملهم شرط الالتزام بقيم الحيادية والنزاهة وبذل العناية المهنية المطلوبة.
وكرم عطوفة الرئيس الزميل السابق عبد الله العويضات رئيس مراقبة العقبة على جهوده في خدمة الديوان على مدار ثلاثين عاماً من العطاء، وقدم له درعاً تكريمياً باسم جميع موظفي الديوان.